الصدأ الذي يتكوّن مع مرور الزمن في الحديد فيتسبب في تلفه هو عبارة عن تفاعل كيميائي يتسبب فيه الأوكسجين و الرطوبة الموجودين في الهواء و يسمى الأكسدة.
نفس هذه الأكسدة تقريبا تحصل بطريقة متواصلة داخل جسم الإنسان حيث أنه أثناء إستهلاك الخلايا للأكسيجين لإنتاج الطاقة تحصل عملية أكسدة ينتج عنها ما يعادل الصدأ في الحديد و هو تلف مكونات الخلايا و خاصة الحمض النووي. يتسبب هذا الإجهاد التأكسدي المتواصل في ظهور الإلتهابات المزمنة و تلف الأنسجة و في مختلف أمراض الشيخوخة و كذلك يعتبر أحد أهم أسباب تكوّن السرطانات.
يقوم الجسم بالتصدي لعملية الأكسدة بمواد مضادة للأكسدة تماما مثلما نقوم بطلاء الحديد بالمواد المضادة للصدأ.
الإشكال الأكبر مع هذه المواد هو أنها تتلف أثناء الطهي بالتالي يجب إستهلاكها طازجة كما أن مفعولها حيني يستوجب إستهلاكها يوميا حتى يتواصل مفعولها على المدى الطويل.
أفضل الأغذية التي تحتوي على مضادات الأكسدة هي الفواكه الحمراء مثل البرتقال و الفراولة و لكن من الصعب جدا استهلاكها طازجة بصفة يومية. في المقابل يوجد في الطماطم التي يمكن إستهلاكها يوميا طازجة في السلطة كميات أقل من مضادات الأكسدة.
الحل توصل إليه مختبر في البيولوجيا الفلاحية في أمريكا و هو إنتاج مطاطم معدّلة تحتوي على جينات التوت الأزرق و هو من الثمار الغنية جدا بمضادات الأكسدة.
هذه الطماطم المعدّلة جينيا التي سيقع إنتاجها قريبا بعد الحصول على تأشيرة هيئة الغذاء و الدواء تحتوي على مخزون كبير من مضادات الأكسدة و يمكن أستهلاكها يوميا طازجة و قد وقعت عدة تجارب تثبت سلامة إستهلاكها في السنوات الأخيرة و من أهم نتائجها أن معدّل حياة الفئران التي تمت تغذيتها منها أطول ب30% من معدّل حياة الفئران الأخرى.
الدكتور حاتم الغزال